رمزي العاصي
عدد الرسائل : 2 العمر : 47 العمل/الترفيه : معلم المزاج : ثائر الاسم الرباعي : رمزي ربحي حسين عبدالغفور العاصي تاريخ التسجيل : 19/12/2011
| موضوع: أحاديث الثقلين المتواترة وحقيقة الضياع الإثنين ديسمبر 19, 2011 2:30 pm | |
|
أحاديث الثقلين المتواترة وحقيقة الضياع
دراسة منهجية علمية ومن مصادر الطبقة الأولى والمعتمدة عند أهل السنة والجماعة في أهم الأحاديث التي يوجهها النبي صلى الله عليه وآله عام الوفاه.
لا يستطيع الواحد منا – سواء كان من طبقة المفكرين أو من طبقة المثقفين أو طبقة المختصين بعلم الحديث أو طبقة الفقهاء أو الخطباء أن ينكر أهمية حديث الثقلين الذي قاله رسول الله صلى الله عليه وآله في مواضع مختلفة من حياته اهتماماً منه بشأن أهل بيته وأنا أركز القول هنا على أهمية حديث الثقلين بأن فيه من الدلالات العديدة التي تحث على التمسك الذي ينجي من الظلال ((أني تارك ما أن تمسكتم به لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وكل من يلم بقواعد اللغة العربية يتضح له أن الحديث ظاهره التمسك الحقيقي المؤدي للنجاة من بداتن الفرقة الضالة. فلو سألت أيَّ متخصص في علم الحديث أو أي متفقه أو أي باحث في هذا المجال ما هو أهم حديث يوجهه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله إلى الأمة الإسلامية ؟ لكان جوابهم جميعاً حديث الثقلين حديث الخليفتين ولو سألت هؤلاء ما المقصود بالثقلين والخليفتين لكان جوابهم القرآن والعترة. والقارئ لأحاديث الثقلين يجد فيها أموراً لا تحصى ولا تعد منها أن آل محمد هم عدل القرآن هم وزن القرآن. وللأمانة العلمية أقول وجدت أن هناك تلاعب بقواعد اللغة العربية عن شرح حديث الثقلين حيث يتحول الفعل (أخذتم إلى معنى المحبة. في هذا الحديث الذي بذل الرسول صلى الله عليه وآله مهجته في يوم الغدير وفي عدة مواضع اهتماما بشأن العترة وآل بيته. وهناك حقائق يجب أن تعرض وأن نترك العصبية والهوى وأن نسلم أنفسنا لله رب العالمين وان نترك التلاعب بالألفاظ ونصحح الخطأ وأنا في كتابي هذا اعتمدت بدرجة أساسية على المصادر المعتبرة التي تعد من مصادر الطبقة الأولى عند أهل الجماعة. وتجلى أهمية حديث الثقلين في قول الرسول صلى الله عليه وآله (فأنظروا كيف تخلفوني فيهما) وليتضح أننا خلفنا الرسول صلى الله عليه وآله بأننا ضيعنا هذه الأحاديث عن الأسماع وعن الخطب وعند المناهج قروناً وأننا لم نتمسك بعترة النبي صلى الله عليه وآله الذين هم عدل القرآن وليتضح للقارئ الكريم والباحث وكل من تهمه هذه المسألة أن هناك حلقة متصلة من منهج منظم لإخفاء هذا الحديث من قبل أصحاب الهوى أو أصحاب العصبية لا أدري كيف أصفهم. وحديث الثقلين في هذا المبحث سيوضح مع من هي الأمانة العلمية هل هي مع أولئك الذين يصرون على صيغة كتاب الله وسنتي أم أولئك الذين يصرون على أنه بصيغة كتاب الله وعترتي. أن هذا الحديث المتواتر المشهور الذي له تسع وعشرون طريقاً بشهادة علماء أهل الجماعة حين يظل مغيباً قروناً عن التوجيه تكون حقبة اطلاق التساؤلات ويصير أين منشأ ومصدر هذه العلة وبواعث هذا التكذيب. هل هي ظروف شعبية وحكومية عايشت المنشأ الفقهي الأموي أو لأن، الأمويين لم يكن لهم صالحاً في هذا الحديث. هذا البحث سيجيب عن كل هذه التساؤلات ومن خلال رسائل العلامة الكبير الشيخ الألباني ثم أنه وهل يعقل أهم حديث يوجهه الرسول صلى الله عليه وآله إلى هذه الأمة يظل غريباً في فرقة تزعم أنها في كل حين أنها فرقة ناجية ويكون شيخ إسلامها هو السبب الرئيس في ضياع هذا الحديث. وهل يعقل ألا يلتفت صاحب أهم وأصح كتاب بعد كتاب الله وهو البخاري إلى هذا الحجم الكبير من الأسانيد لحديث الثقلين هذا السؤال يترك للتاريخ وللمنصفين لأهل البيت ثم تهميش البخاري لائمة أهل البيت فلم يرد رواية واحدة لجعفر الصادق أين تراث جعفر الصادق ولماذا البخاري لم يرو لهذا العلم الذي درس إمامين وهما مالك وأبو حنيفه وبينهما حوالي قرابة أربعين عاماً كفاصل زمني. في هذا البحث نحن نريد أن نتكشف الحقائق عند ذلك (ليحي من حي عن بينه ويهلك من هلك عن بينة) وأنا أتصور أن الحقيقة أن اتضحت لانكون مصداقاً لقوله تعالى (( وأظله الله على علم)) مع أنه كان عالماً لكنه وقع في الضلالة لأن فينا مكابرين وفراعنه وأن كانوا أئمة وخطباء أو مصداقاً لقوله (وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوَّا). المهم من القارئ الكريم خصوصاً أهل التحقيق وأهل المطالعة أن يتأملوا فيما أقول هل هو على الموازيين العلمية ويتأملوا في هذا الأصرار المنهجي على إخفاء هذه الحقائق. والصيغة التي يحاول البعض أن يسوِّقها لحديث الثقلين كتاب الله وسنتي سيتضح لنا بأن لا يوجد هناك سند صحيح يمكن أن يحتجّ به وعلى هذا الأساس ليس من الطبيعي وليس من المنطقي بل وليس من الشرعي أن يُنسب هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه أتضح أن لهذا الحديث لا أقل يوجد في كل طريق من الطرق الخمسة إمّا يوجد هناك كذّاب أومتهم بالكذب أو وضاع ونحو ذلك. ومن الواضح أنه لا يحق لأحد من الناحية الرجالية والسندية أن ينسب هذا الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وآله لأن هذه القضية ليست ثابتة إذ لا يصح أن ننسبها على نحو الجزم واليقين إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأن نجعلها بدلاً النصوص الثابتة. وأما حديث كتاب الله وعترتي فإنه قد ثبت بطريق جزمي يقيني قطعي متواتر من كبار الصحابة أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال تركت فيكم ما أن تمسكتم به لن تظلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي. وللأسف الشديد فهناك من يتبجح بأنه يحترم النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وهذه مشكلتنا أنه كثير يكتمون الحقائق ( فعلى أيِّ عالم في هذه الأمة أن يوضح للناس حديث الثقلين وأن لا يخشى في الله لومه لائم. وقد يتساءل الكثير منا عن معنى حديث الثقلين وحديث الخليفتين ولم جعل الرسول القرآن والعترة في ميزان واحد فهذا البحث سوف يجيب عن هذه التساؤلات أن شاء الله. حديث الثقلين وحقيقة الضياع: القضية التي التفت إليها كثير من علماء أهل الجماعة أن ابن تيميه رد كثيراً من الأحاديث الجياد لعلي رضي الله عنه وأهل البيت من دون أن يكون لهذا الرد أي مبرر علمي فكلما وصل إلى حديث مختص بآل البيت أو أي حديث مختص بعلي رضي الله عنه ردهُ بعنف. وأول من التفت لهذه القضية العلامة أبن حجر العسقلاني بقوله في لسان الميزان المجلد الثامن ص 551 (طالعت كتاب أبن تيمية ووجدته كما قال السبكي كثير التحامل على الأمام علي وقد ردّ كثيراً من الأحاديث الجياد وقد بالغ في تنقيص الإمام ما هي الأحاديث الصحيحة التي ردها ابن تيميه. رد ابن تيميه كثيراً من الأحاديث في آل البيت وعلي حتى يكون البحث دقيقاً فأنّا سنعرض الحديث ثم الطريقة غير العلمية لابن تيمية كأن يقول هذا كذب - هذا لا يصح أو قوله ضعفه أهل العلم إذا كان الحديث لا يوافق مزاجه. ونحن نعلم أن تضعيف الحديث هي مسألة سند أو متن وعلم رجال لا عملية رمي كلام هنا وهناك ولآن سنعرض مجموعة من الأحاديث الصحيحة ونرى كيف أن أبن تيمية لم يكن أميناً في تعامله مع هذه الأحاديث. الحديث الأول: سأل رجل سلمان الفارسي قال ما أشدَّ حبُك لعلي فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من أحب عليا فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب الله ومن أبغض علياً فقد أبغضني ومن أبغضني فقد أبغض الله. أبن تيمية في المجلد الرابع ص152 الطبع القديمة ص148 من منهاج السنة يقول عن هذا الحديث (حديث علي قد شك فيه بعضهم). هذه طريقة ابن تيمية دلّنا من الشاك وأخبرنا يا بن تيمية رايك أنت في الحديث على مستوى السند وقواعد الجرح والتعديل. والآن سنعرض رأي مجموعة من العلماء لنعرف مدى مصداقية ابن تيمية وهل ردّهُ للأحاديث رداً علميا صحيحاً من الناحية العلمية. من صحح هذا الحديث. 1- المستدرك على الصحيحين قال عن هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين. 2- الذهبي قال صحيح على شرط خ – م.(البخاري ومسلم). 3- الألباني يقول في ج3 ص 288 رقم الحديث 1299 (إذا قلت صحيح فالمتن صحيح) 4- مقبل الوادعي يقول في الصحيح المسند مما ليس في الصحيح الحديث صحيح. 5- الاستيعاب الطبعة الأولى 1412 ج3 يقول صحيح. 6- الطبراني عن أم سلمه بسند صحيح رقم الرواية (1101) قال حديث صحيح . الحديث الثاني: قال رسول الله صلى الله عليه وآله يا علي لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق . ابن تيمية يقول هذا كذب. خلاص وانتهت المسألة وللأسف الشديد صار هذا منشأ عند طلاب العلم فإذا سألت أحدهم عن هذا الحديث يقول لك مكذوب (دلونا اين الضعف ولماذا هذا الافتراء لماذا ابن تيميه ينسف أي قضية إيجاب في أهل البيت وعلي) أمّا إذا كانت هناك قضية سلب لبني أمية ومعاوية فإن ابن تيميه يوجهها بحيث يبعد أثارها عن معاوية. والآن سنرى رأي العلماء في هذا الحديث. الإمام الذهبي في الجزء السابع عشر ص169 من سير أعلام النبلاء هذا حديث حسن عال جداً أصح من حديث من كنت مولاه فعلي مولاه). وفي كتاب أم شعيب الوادعية إبنة مقبل الوادعي في فضائل أهل البيت اعتني بتخريج الأحاديث مقبل الوادعي هذا الحديث (كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله ببغضهم علي. وهذا الحديث رداً على أولئك الذين ينكرون أن الإمام علي كان ميزان الإيمان والنفاق. مسند أحمد بن حنبل ج2 ص72 يورد ويصحح الحديث (عهد إليَّ النبي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق ). الإمام النسائي يصحح الحديث في فضائل الصحابة ص86. الحاكم صاحب المستدرك يقول صحيح على شرط الشيخين الحديث الثالث: (من كنت مولاه فعلي مولاه رقم الحديث 1761) يقول الألباني في السلسة في تعليقه عن هذا الحديث أن تضعيف هذا الحديث من تسرعات ابن تيمية وحكمه المسبق ويقول الألباني هذا حديث مشهور لم استوعبه من كثرة الطرق – أيها المسلمون في العالم التفتوا ماذا يقول الألباني (لم استوعبه من كثيرة الطرق وانتم تدرسون الحديث وتعلمون ما معنى كثرة الطرق والشواهد والمتابعات والآن. نذكر بعض الأعلام الذين صححوا هذا الحديث. 1) إعلام السنة لاعتقاد الفرقة الناجية للعلامة حافظ بن أحمد الحكمي تحقيق محمد بن عبد الله الطالبي دار طيبه للنشر والتوزيع الطبعة الأولى ص155 يقول في الحاشية صحيح ورد عن عدة من الصحابة منهم ريد بن 1رقم ويقول العلامة حافظ بن أحمد الحكمي أخرجه النسائي ص15. 2) أحمد بن حنبل في مسنده الجزء 21 ص 118 وإبن أبي عاصم رقم الحديث 1365 والحاكم في مستدركه الجزء الثالث ص 109 وابن حبان رقم الحديث 2205 وصححه الألباني في السلسلة 1750 من طريق أخر. أيها المسلمون في العالم نحن لسنا متحاملين على أحد ولكن نعرض حقائق علمية وليس تضعيف الأحاديث. هي القضية المختصه بل أن أبن حجر العسقلاني يخطى أبن تيمية في قوله كان علينا مخذولا اينما يوجهه رسول الله وزاد على ذلك قوله أن عائشة أم المؤمنين كانت تجاهد في سبيل الله وأن عليا كان يقاتل في سبيل المال ومثل هذه العبارات دائمة تجدها في كتب ابن تيمية. يا بن تيمية أيقال هذا في أول رجل يجثو بين يدي الرحمن للخصومة أين عقولكم ما لكم كيف تحكمون أي منزلة أعظم وأي شرف هذا أيها الإمام أن تكون أول من يقف للخصومة بين يدي الله قال علي رضي الله عنه (أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة). (أحمد بن حمبل وحديث قسيم الجنة والنار) في طبقات الحنابلة جاء رجال إلى أحمد بن حمبل وقالوا له هناك من يقول حديث علي بن أبي طالب قسيم الجنة والنار فقال أحمد بن حنبل وما الأشكال في هذا ألم نقل حديثاً يا علي لا يحبك الأمؤمن ولا يبغضك إلا منافق قالوا نعم قال أين المؤمن قالوا في الجنة قال وأين المنافق قالوا في النار قال إذن هو قسيم الجنة والنار. وللأسف أن الكثير قد ساروا على نهج ابن تيمية فإذا سألتهم عن حديث قالوا لك هذا ضعفه أبن تيمية ولا تقف المسألة عند هذا الحد بل أن هناك محاولات الكثير لتفريغ الأحاديث من محتواها الأصلي فإذا سألت هؤلاء عن حديث (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لابني بعدي) أخبروك أن هذا الحديث مختص بغزوة تبوك وحاولوا بكل ما أتو من قوة لتفريغ الحديث من محتواه. من أين هذا المنشأ الفقهي جاء أليس من مؤسس البغض والكراهية أبن تيمية فهذا أبن حجر العسقلاني ج3 / 480 تهذيب التهذيب يقول " كنت استشكل عما يقال من بغض أبن تيمية لعلي ثم تبين لي أنه أكثر ما يوصف بالناصية هو ابن تيمية. وأبن تيمية له طريقة أخرى في كتاباته حيث يحاول تارة أن ينقص من قدر الإمام بالهمز وتارة يضرب الأمثال كقوله الذي قتل عليا كان مؤمنا أما الذي قتل عمر كان كافراً وهذه عندما نقرأ كتابات ابن تيمية – عن أهل البت تستشعر صدق قول النبي صلى الله عليه وآله (إن أهل بيتي سيلقون بعدي من أمتي قتلاً وتشريداً وأن أشد بغضاً لنا بنو المغيرة( ). وحسب القارئ معرفةً أنّ حديث الثقلين المغيَّب قروناً ملازماً لجحود بني أميه للعشرة فكيف يرضون بحديث الثقلين وهم أصلاً مبغضون لآل محمد بحسب ما ذكره صاحب كتاب المفهم لما أشكل من تاليف مسلم. (المصدر) المفهم لما أشكل من تأليف مسلم عند شرحه حديث الثقلين أني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال أذكركم الله أهل بيتي – أذكر كم الله أهل بيتي – أذكركم الله أهل بيتي بعد أن يذكر هذا الحديث في الجزء السادس ص304 قال: هم المغطون بالمرط يجب احترامهم واحترام شرائعهم بعدما عُلم من خصوصيتهم بالنبي فإنهم أصوله كما قال فاطمة بضعة مني ما يريبها يريبني وقد خالفهم بنو أمية وجحدوا شرفهم مخالفوا رسول الله صلى الله عليه وآله . فوا خجلهم يوم القيامة. والمرط هو الكساء وفي حديث الكساء عن أُم المؤمنين عائشة في صحيح مسلم أن الرسول صلى الله عليه وآله أدخل فاطمة وعلي والحسن والحسين وجللهم بكساء ثم قال اللهم أن هؤلاء أهل بيتي اللهم أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. إذن الرسول صلى الله عليه وآله أراد أن يؤسس منهجاً من بعده لهؤلاء حتى تدين الأمة لهم بعده وإنا أعتقد أن أدنى ركناً من وصايا رسول الله وهي المحبة لم تكن بعد رسول الله صلى الله عليه وآله والدليل قول الحسن بن علي (نحن بنو عبد المطلب وأنّا أصبنا من هذا المال وأن هذه الأمة عاثت في دمائنا) صحيح البخاري. فهذه الظروف السائدة هي التي أدت لتهميش حديث الثقلين والمنشأ الفهقي الأموي الذي دام تسعين عاماً كان أساسها. وأن الأمويين لو أقروا بهذا الحديث لضاعت سلطتهم بل ظلوا يعمدون أصناف القتل في آل محمد فهذا كتاب استجلاب ارتقاء الغرف يشير إلى ذلك (المصدر). استجلاب ارتقاء الغرف في حبِّ أقرباء الرسول وذوي الشرف ج2 ص592 يقول (لم يقع في التاريخ البشري من التنكيل والبطش والتقتيل مثلما وقع لآل محمد. منهج رسول الله صلى الله عليه وآله يقول (من آذى قرابتي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ) ومنهجنا اجتهد رئيس الفئة الباغية وأخطأ (إلا لعنة الله على الظالمين). إن الذين يؤدون الله ورسوله لعنه اللهم في الدنيا والأخرة. رسول الله صلى الله عليه وآله يقول من أذى علياً فقد آذاني ومن أذاني فقد أذى الله ) ونحن نغض الطرف عن هذا الذي أسّس اللعن تسعين عاما (الألعنة الله على الظالمين). من صحح حديث من آذى عليا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله فضائل الصحابة م2 ص 784. مسند أحمد بن حنبل م4 ص 328 سلسلة الألباني قال صحيح رواه جمع من الصحابة في مجلد الخامس حتى 272. ذكرنا فيما معنى أن أبن تيمية كلما وصل إلى حديث في أهل بيت رسول الله فعندئذ يحاول بكل ما أوتي من قوة أن يرد هذا الحديث كأن يقول ضعّفه أهل العلم أو يقول هذا كذب من دون أن يحتج بأي قاعدة علمية في هذا التضعيف. (( يا بن تيمية الحديث ليس موجود عند الترمذي فقط)) ابن تيمية في تعليقه عن هذا الحديث الذي رواه الترمذي والذي له شواهد كثيرة وهذا الحديث هو (إني تارك ما أن تسمكتم به لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي نسأني اللطيف الخبير) أنهما لن يفترقا حتى يراد علي الحوض) ابن تيمية في منهاج السنة المجلد الرابع ص300 يقول (ضعفه غير واحد من أهل العلم). من هم أهل العلم؟!: أيها المسلمون في العالم انظروا كيف يتجنى ابن تيمية على الأحاديث المتعلقة في أهل البيت دلّنا يا شيخنا ومن هم أهل العلم ثم قلنا رأيك أنت بهذا الحديث الذي له تسع وعشرون طريقاً وعلى فرض أن ضعفه أهل العلم قلنا ما رأيك أنت بالحديث وفرضاً أن ضعفه أهل العلم فالأمانة العلمية تقتضي ذكر الذين صححوا هذا الحديث المشهور شهرة النجوم. ((ابن تيمية ينكر حديث الموأفاة وابن حجر العسقلاني يستغرب)) وهذا حديث المؤاخاة قال رسول الله صلى الله عليه وآله لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه أنت أخي في الدنيا والآخرة حيث آخر رسول الله صلى الله عليه وآله بينه وبين عليٍّ عندما آخر بين المهاجرين والأنصار. أبن تيمية كعادتهِ الماركة مسجله عنده حيث أنكر هذه المؤاخاة كلياً في منهاج السنة وأبن حجر العسقلاني في فتح الباري يقول: و (( أنكر ابن تيمية المؤاخاة مؤاخاة النبي صلى الله عليه وآله بعلي بن أبي طالب وابن تيمية يصرِّح في مواضع أخرى أن أحاديث المختار قوية)). الألباني يوجه خطاباً لابن تيمية لتضعيفه حديث الثقلين: وفي هذه القضية نجد الألباني يلتفت إلى هذا التجني من أبن تيمية على أهم حديث يوجهه الرسول صلى الله عليه وآله في مواضع مختلفة من حياته ومنها حجة الوداع ويوم الغدير ويوم وفاته وهذه رسالة الألباني. المصدر السلسلة الصحيحة مقدمة الجزء الأول من المجلد الرابع عند إيراده حديث الثقلين وجه رسالة إلى أبن تيمية (ما السبب في مخالفتك في التضعيف والتصحيح بعض من تقدمك من الحفاظ . ثم يقول الألباني (إن الإنسان من طبعة الخطأ والنسيان لا فرق بين المتقدمين والمتأخرين فقد ينسى المتقدم ويسهو ويستدرك عليه المتأخر فالحكم حين أذن للدليل والبرهان فمع أيهما كان أتبع). ( فالشيخ الألباني عندما وجّه هذه الرسالة التفت إلى خطورة المسألة وأهمية هذا الحديث والتفت إلى أن هذا الحديث بطرقه الصحيحة ظل مغيباً قرونا عن هذه الأمة على الرغم من صحته في المجلدات أي ظل جسداً بلا روح وان ابن تيميه هو من أسس هذا الأساس المعوج فمسألة غياب هذا الحديث مسألة خطيرة لا يعتقد أحدنا أنه مجرد حديث عابر. أن حديث الثقلين اليوم في المجتمع السني جسداً بلا روح حتى وأن فرض هذا الحديث نفسه بفضل قوة طرقه وصيغة المختلفة إلا أن هناك تلاعبات أثناء الشرح فالمشكلة ليس في النصوص لكن المشكلة في التأويل وتفريغ أفعال التمسك من محتواها أن الألباني في توجيهه هذه الرسالة فهو بذلك قد التفت إلى مسألة خطيرة وهي مسألة كتم العلم عن الناس الذي حذر الله سبحانه وتعالى فاعله بقوله (أن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس فأولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون) أن الألباني يوجه رسالة لأولئك الذين لا يحررون عقولهم من براثن الجهل فما زالت في السنتهم قال الشيخ فلان وفعل الشيخ فلان والشيخ فلان لا يخطئ فيقول (إن المتأخر العارف قد يتوسع في تتبع الطرق لحديث ما وهذه الطرق لم تكن متوفرة في ذلك الزمان فالحكم حينئذ للدليل والبرهان) أذن ما ذكره الشيخ أبن تيمية من أن هذا الحديث ضعفه أهل العلم أمّا كذب صريح وأمّا جهل وكان ينبغي على أبن تيمية إذا كان صادقاً وأميناً أن يذكر الأعلام الذين صححوا هذا الحديث. والألباني يؤكد على ضرورة معرفة شواهد الحديث حيث أن هذا سيساعد على معرفة وتقوية الحديث ويقول الألباني (أن هذا من منهجي في التخريج) والألباني يريد أن يوصل فكرة معرفة الشواهد قبل الحكم على حديث ما. هذا الحديث الذي يتجرعه أهل السنة والجماعة ولا يكادون يسيغونه حديث صحيح رغم الأنوف وله أكثر من تسعة وعشرين طريقاً وليس في هذه الطرق متهماً بالكذب أو كاذباً أو مدلساً وقد صحح هذه الأحاديث أكبر المحققون في العالم الإسلامي من أمثال الألباني والعلامة شعيب الأرناودط وغيرهم. وبهذا البيان وبهذا النص الذي صححهّ العلامة الألباني وصححه جمله من الأعلام تسقط نظرية بيان الشيخ أبن تيمية الذي حاول أن يقول أن النصوص الواردة في حديث الثقلين لن تربط الأمان من الضلال بإتباع العترة بل ربطت الأمان بالتمسك بالقرآن فقط))( ). وكأنه يقول لرسول الله نحن لا نقبل منك العترة ماذا نقول لابن تيمية سوى (( من كان هواه هوى صاحبه ودان بدينه فهو ومعه حيث كان مراحل كتمان حديث الثقلين كتاب الله وعترتي أهل لا نزايد على الله وليكن لساننا ينطق بالحق دوماً إننا في أمة شيوخها لم تألف حديث الثقلين وذلك لمنشأ فقهي عقيم أسسهُ بنو أمية. المرحلة الأولى: 1- مرحلة أستلام بني أميه السلطة وزمام الحكم ولأنهم لو أقروا بهذا الحديث لذهبت دولتهم. 2- مرحلة الترويج للحديث الضعيف وهو الذي أشار إليه الأمام مالك (بلغنا أنه قيل كتاب الله وسنتي) وكون الأمام مالك يقول بلغنا أنه قيل فهذا ما يسميه علماء الحديث (التمريض). يقول العلامة الحافظ ابن كثير (وإذا عزوته إلى النبي صلى الله عليه وآله من غير وإسناد فلا تقل قال صلى الله عليه وآله كذا وكذا وما أشبه ذلك من الألفاظ الجازمة بل بصيغة التمريض، وكذا فيما يشك في صحته أيضا) ( ). ويقول أحمد محمد شاكر (أما إذا نقل حديثاً ضعيفاً أو حديثا لا يعلم حالة أصحيح أم ضعيف فأنه يجب أن يذكره بصيغة التمريض كأن يقول روى منه كذا أو بلغنا أنه كذا( ) وإذا تيقن صحته وجب عليه أن يبين أن الحديث ضعيف. ومن غير المعقول أن أماماً بعلم الأمام مالك لو كان يعلم صحة هذا الحديث لذكره على نحو الجزم ولكنه قال على نحو صيغة التمريض بلغنا وكون الإمام مالك يقول بلغنا معناه أن الحديث غير مسلم بصحته. 3- مرحلة اختلاق السند لحديث كتاب الله وسنتي عند مراجعة أقدم مصدر لحديث كتاب الله وسنتي حيث وجد أن هذا الحديث رواية مرسلة من دون سند والرواية المرسلة لا يكون في إسنادها أشخاص معينين والرواية المرسلة لا يحتج بها. أما كرواية مسنده فإن جميع المصادر التي ذكرت هذا الحديث هي متأخرة تاريخياً من الموطأ. لذا فإن أقدم مصدر هو الموطا للإمام مالك. 4- مرحلة عدم قبول الحديث الصحيح عند شيوخ السنة السني وأنا عندما أقول هذا لا أقولها جزافاً بل استدل إلى مصادر فقد قال ابن الجوزي عن حديث الثقلين كتاب الله وعترتي هذا حديث لا يصح ) ( ) وقال ابن تيمية عن هذا الحديث (الذي أمرنا بالتمسك به هو القرآن فقط لا العترة) ( ) مع أن الألفاظ واضحة. 5- مرحلة تخريج الأحاديث والاعتراف بصحتها وكثرة طرقها. وهذا المرحلة تبدأ منذ السبعينات حيث عمل الشيخ الألباني على تخريج الأحاديث ومراجعة أسانيدها حيث وجد أن كل هذه الطرق صحيحة ولا يوجد طريق واحد فيه متهم بالكذب وسوف نفرد قصص هذا الدفاع في باب آخر. 6- مرحلة حديث الثقلين جسداً بلا روح بعد أن صار حديث الثقلين حديث الخليفتين مسلم به وبصحته وجد المتأخرون في هذا مأزقاً خطيراً فبالامس كان مشائخهم يكذبون ويضعفون فكيف السبيل اليوم بعد أن عرف صحة طرقه فكانت عندهم الطريقة المثلى هي التأويل في حديث الثقلين أي بالاعتراف بصحته ولكن على أن يتم تحويل أفعال الولاية والتمسك إلى أفعال تدل على المحبه ليخرجوا من هذا المأزق. منشأ البغض والكراهية لعلماء أهل البيت: أود أن أشير إلى هذه المسألة باعتبار أني أجد على الفضائيات وكلمات الدعاة في المساجد يحاولوا أن يركزوا قضية معينة وهي أن علماء أهل البيت كلماتهم كذب ليس لها واقعية وهم يكذبون على أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام بل أكثر من ذلك أجد في بعض كلمات هؤلاء الذين يخرجون على الفضائيات يصدرون القول أن علماء مدرسة أهل البيت لا يوجد عندهم علماً بالحديث وعلم التفسير وعلماً بالجرح والتعديل نحو ذلك من الأمور هذه. القضية بحثنا عنها لنجد لها منشأ ومن أين مصدرها فانتهيت إلى النتيجة التالية بودي أن القارئ الكريم يلتفت ولا يستغرب كثيراً من هذه الكلمات لأنه سيتضح أنه كل ما جاء وتكلم كان على هذا النهج أنظروا إلى كتاب منهاج السنة لابن تيميه( ). بودي أن القارئ يلتفت وينتظر معي ويتأمل قليلاً في ما يقول أبن تيميه (وليس في شيوخ علوم الرافضة أمام في شيء من علوم الإسلام ولا علم الحديث ولا الفقه ولا التفسير ولا القرآن بل شيوخ الرافضة إما جاهل وإما زنديق. هذه هي عبارات من يخرجون على الفضائيات وهم بذلك يقلدون الشيخ ابن تيمية ويحاولون أن يتقربوا إلى آل البيت كيف يكون علماء من أهل البيت زنادقة وجاهل هؤلاء الذين يتشرفون بالانتساب إلى أبن تيمية هل جعفر الصادق جاهل هل جعفر الصادق زنديق. ماذا يقول الإمام مالك في جعفر الصادق يقول مالك ما رأيت جعفراً إلا صائماً أو قائماً ويقول ما رأت عيناً ولا سمعت أذناً ولا خطر على قلبي بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق فضلاً وعلما وورعاً وتقوى ويقول أبو حنيفه لولا النستان لهلك النعمان والشيخ ابن تيميه عنده عبارة أخرى حيث يقول كما أنهم من الناس بمعرفة المنقولات والأحاديث والآثار والتميز بين صحيحها وضعيفها وإنما عمدتهم في المنقولات على تواريخ منقطعة الأسناد وكثير منها من وضع المعروفين بالكذب. هذا الكلام يشير إلى نقاط ثلاث النقطة الأولى: أنه لا يوجد في علماء أهل البيت عالم النقطة الثانية: أن كثير منهم زنادقه. النقطة الثالثة: أنهم كذابون. أنا لا أريد أن أدخل في تفصيل الجواب عن هذه الاتهامات ولكن يكفيني أن أجيب عليه عن طريق تلميذه الوفي أبن القيم الجوزية وهو من أعظم تلامذة الشيخ ابن تيميه ومن الموالين له( ). ماذا يقول هذا التلميذ في صواعقه المرسلة في المجلد الأول وهو يقع أربع مجلد 616 يقول. أن فقهاء الإمامية من أولهم إلى آخرهم ينقلون من أهل البيت أنه لا يقع طلاق المحلوف به وهذا متواترة عندهم عن جعفر بن محمد وغيره من أهل البيت في الحاشية يقول جعفر بن محمد وهو سادس الأئمة الأثناعشر وهو من أجل التابعين وتتلمذ على يديه الإمامان مالك وأبو حنيفه ثم يقول ابن قيم الجوزية (وهب أن مكابراً كذبهم كلهم ففي القوم فقهاء وأصحاب علم ونظر واجتهاد وأن كانوا مخطئين مبتدعين في أمر الصحابة فلا يوجب ذلك الحكم عليهم كلهم بالكذب بالجهل وقد روى أصحاب الصحيح البخاري ومسلم عن جماعة من الشيعة وحملوا حديثهم واحتج بهم المسلمون ولم يزل الفقهاء ينقلون خلافهم ويبحثون معهم والقوم وأن أخطأو في بعض المواضع لم يلزم من ذلك أن يكون جميع ما قالوه خطأ حتى يرد عليهم هذا الكلام) يعني كلام الشيخ ابن تيميه. أبن القيم يوضح أن الإنسان لا يخطئ كليا وأن هذا الكلام لا يصدر إلا من مكابر معاند لا يصدر إلا عن حاقدٍ. المصدر: تفسير القرآن العظيم عماد الدين أبي الفداء ابن كثير الدمشقي الطبعة الأولى تحقيق مصطفى السيد ومحمد السيد رشاد ومحمد فضل العجماوي وعلى أحمد عبد الباقي وحسن عباس قطب المجلد الثاني عشر في صفحه 271 المملكة العربية السعودية. قال وفي الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في خطبته في غدير خم إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لم يفترقا حتى يردا علي الحوض. في هذا النص المبارك نجد عبارة لم يفترقا حتى يرد علي الحوض وهذا ما سنبحثه في باب الدلالة ليتضح للقارئ أن التمسك بالقرآن والعترة هو أمر صادر من الرسول صلى الله عليه وآله. نكته فنية وعلمية على ضوء هذا الحديث: وهنا ينبغي أن نشير إلى نكته مهمة وهي أن الحافظ ابن كثير عبر عن هذا الحديث بقوله وفي الصحيح وقد حاول البعض من الجهلة أن يعترض على ابن كثير على هذا التعبير بقولهم أنهم راجعوا صحيح البخاري ومسلم ولم يجدوا هذا الحديث فلماذا يقول ابن كثير وفي الصحيح وهنا لابد أن أشير إلى نقطة فنيه وعلمية لابد أن يلتفت إليها وهي أن الإمام ابن كثير وبعض الأعلام عندما يقولون في الصحيح ليس المراد أن هذا موجود في الصحيحين البخاري ومسلم أنما يريدوا أن يقولوا أن الرواية صحيحة السند والطريقة العلمية هي الميزان الذي يخبرنا عن أحوال الرجال من حيث ثقتهم وعدم إتهامهم بالوضع فسند الرواية هو الذي يبحث فيه المحققون عن أحوال الرجال وقد ثبت أن في صحيح البخاري من هو متهم بالكذب مثل اسماعيل ابن أبي أويس. فلا ينبغي حصر الصحيح على الصحيحين فالطريقة العلمية هي ملك لكل البشر أن كانوا مهرة بها أصابوا وأن تواطئوا بها فخابوا ثم يحتاج قولنا في حديث ما وحكمنا عليه بالصحيح للشواهد وللمتابعات. فالبخاري ومسلم ليس لديهما عفريت من الجن كان يعيش في عصر الرسول صلى الله عليه وسلم فيخبرهم صحة الحديث وضعفه. والدليل على ما نقول أ، ابن تيمية يعبر عن بعض الأحاديث غير الموجود في البخاري ومسلم بقوله (وفي الصحيح) وأشير إلى المصدر . قاعدة جليله في التوسل والوسيلة تأليف شيخ الإسلام أبن تيمية حققه وخرج أحاديثه عبد القادر الأرناؤووط دار القاسم والإفتاء في المملكة العربية السعودية عام 1421هـ دار القاسمي الرياض ص108 يقول الشيخ أبن تيمية وفي الصحيح في الحديث (ما من داع يدعوة الخ) الله بدعوه في الحاشية يقول عبد القادر الأرناووط (لا يريد المؤلف بذلك الحديث في أحد الصحيحين وأنما يريد بذلك صحة الحديث حيث السند. إذن لا يعترض أحد على الإمام أبن كثير لقوله وفي الصحيح وإشارته إلى صحة حديث الثقلين لأني وجدت بعضاً من الذين يدعون العلم يعترضون على الحديث المتواتر بأنه غير موجود في البخاري وهؤلاء لا يعترضون إلا على آحاديث العتره وآل محمد. أما حديث كتاب الله وسنتي فهو غير موجود في البخاري فلماذا لا يعترضون عليه وهو أصلا رواته كذابون بطرقه الخمسة. الترمذي يجمع بين حديث الثقلين وحديث الكساء في باب مناقب أهل البيت والشيء الطريف أن الترمذي أورد بعد حديث الثقلين حديث الكساء ليبين من هم العتره في باب مناقب أهل البيت. المصدر صحيح سنن الترمذي للعلامة الألباني المجلد الثالث صفحة 542 من الكتاب رقم الرواية 3787 باب مناقب أهل البيت تقول الرواية عن جابر بن عبد الله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله في حجته يوم عرفه وهو على ناقته فسمعته يقول يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما أن أخذتم به لن تظلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي. حديث الكساء رقم الرواية 3788 صحيح سنن الترمذي بتحقيق العلامة الألباني. يقول الترمذي نزلت هذه الآية على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا في بيت أم سلمه فدعا النبي فاطمة وعلى وحسن وحسين ثم جللهم بكساء وعلي خلف ظهره فجلله بكساء ثم قال اللهم هؤلاء أهل بيتي ) يقول العلامة الألباني حديث صحيح. فلا يحاول أحد أن يفرغ حديث التمسك وأهل البيت من بعد ما بينه الرسول ليكون المعنى أشمل فالرسول أراد أن يوضح للأمة من هم أهل البيت في حديث الثقلين في مواطن أخرى. وإنشاء الله عندما نأتي إلى بيان المراد في حديث الثقلين سيتضح أن عنوان أهل البيت والعتره في آية التطهير. لذا الترمذي جمع بين حديث الثقلين والكساء في بأن مناقب أهل البيت.
منهجية لا لحديث الثقلين كتاب الله وعترتي أن حديثا بهذا الحجم من الأسانيد الصحيحة بل الأدلة المتواترة ولكن مع الأسف الشديد نجد أن بعض الأقلام المتقدمين لا تروق لهم العترة ماذا أقول عن هؤلاء هل يريدوا أن يعلموا الله بدينه. هؤلاء أبن الجوزي المصدر كتاب العلل المتناهية في الأحاديث الواهية للإمام أبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي المتوفي 597 من الهجرة قدم له وضبطه الشيخ خليل الميس مدير أزهر لبنان منشورات محمد علي بيضون في هذا الكتاب طبعة 1424هـ ص268. (بعد أن يذكر حديث الثقلين قال المصنف وقال أبن الجوزي هذا حديث لا يصح (خلاص وانتهت المسألة). وأنا كيف أعلق على أمانه هؤلاء هذه الأمانة التي يحملوها في الأحاديث المتعلقة بأهل البيت وعلى أي اساس تترد الحديث من حيث الميزان العلمي. وللأسف الشديد أن هذا صار منشأ عند الكثير وخاصة التلاميذ فقالوا قال أبن تيمية وقال أبن الجوزي أن هذا الحديث لا يصح ثم صار منهجاً للمحاججة قروناً وهؤلاء لا أدري ماذا أقول عنهم هل هم أهل العلم أم هم أهل .. أو تجاهلوا أو حاولوا أن يتجاهلوا أو حاولو أن يطمسوا مثل هذه الحقيقة قرونا. أنظروا ماذا يقول ابن الجوزي ( هذا حديث لا يصح). أما عطيه فقد ضعفه أحمد ويحيى وغيرهما وأما ابن عبد القدوس قال يحيى ليس بشي رافضين خبيث وأما عبد الله بن دار فقال أحمد ليس بشي ما يكتب أنسان فيه خير) وانتهت القصة وكأن الحديث رواه هؤلاء الثلاثة والحديث كما ذكرنا له نيف وعشرون طريقا والنيف من 1- إلى 9 سنذكرها رواية رواية . المورد الثاني: أما الشيخ أبن تيميه فقد اشتهر شهرة النجوم بتضعيف أحاديث أهل البيت ومع أنه أبن الجوزي شهد لابن تيمية أن عنده علم بالأحاديث فلا أدري لماذا هذا العلم ضاع عند حديث الثقلين والحجم الهائل من الأسانيد الصحيحة. ذكرنا أن أبن تيميه بشهادة ابن حجر العسقلاني رد كثيراً من الأحاديث الجياد في كتابه تهذيب التهذيب ولسان الميزان. وقد ذكرنا أن أبن تيمية التفت كثير من العلماء إلى تضعيفه أحاديث صحيحة ومن هؤلاء العلماء الألباني فقال (ما السبب في مخالفتك في التصحيح والتضعيف بعض من تقدمك من الحفاظ والمحدثين) السلسة مقدمة المجلد الرابع . والشيخ ابن تيميه له موقف من هذه الأحاديث ومن العتره وأهل البيت أنظروا معي ماذا يقول في مجموع الفتاوى. المصدر مجموع الفتاوى اعتنى بها وخرج أحاديثها عامر الجزار + أنور البار في المجلد الرابع عشر دار الوفاء في هذا الكتاب ص 269 بعد أن يذكر الحديث أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض يقول إبن تيمية رواه الترمذي وحسنه وكان الحديث لم يرد إلا عن الترمذي وكان الحديث غير متواتر يبيع وعشرين طريقا وهذه أمانه الشيخ ابن تيميه في الأحاديث المتعلقة بأهل البيت عليهم أفضل السلام هذا الذي نقوله مراراً وتكرار. الألباني يبين خطأ بعض الأساتذة وهذا ما ذكره العلامة الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة في المجلد 4 ص358. يقول ( بعد تخريجي هذه الأحاديث (كتاب الله وعترتي عام 1402 لقيت في قطر بعض الأساتذة الطيبين فاهدى إلي أحدهم رساله مطبوعة فيها تضعيف هذا الحديث فلما قرأتها تبين لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة) والألباني في هذه المسألة يريد أن يقول أن هذا الرجل ليست له خبرة في علم الرجال وفي علم الحديث وفي علم السند فهو لا يعلم أن هذا الحديث له أكثر من عشرين طريق. ثم يواصل الألباني قوله ( وذلك من ناحيتين ذكرتهما له وقلت له أن هذه الرسالة فيها اشكالان. 1- أنه اقتصر في تخريجه على المصادر المطبوعة المتداولة ولذلك لم يستوعب المصادر جيداً ليعرف أن هذا الحديث صحيح وفاته كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحة أوحسنه فضلاً عن الشواهد والمتابعات . 2- لم يلتفت إلى المصححين للحديث من العلماء وما أكثرهم ولا إلى قاعدتهم التي ذكروها. والألباني يرد أن يقول أن أسانيد صيغة كتاب الله وعترتي كلها يجبر بعضها بعضاً وأن الحديث يتقوى بكثرة الطرق حتى وأن كان ضعيف وحديث الثقلين ليس في طرقه ضعفاً البته فما بالك وهو صحيح لنفسه وغيره ولذاته. لذلك وقع هذا الدكتور في خطأ كبير فلم يستند إلى المصادر القديمة وإلى الطرق إلى وهذه مشكلة التوجيه في تكذيب كتاب الله وعترتي فلا يفتر أحد منا أن هذا الإنسان دكتور أو أكاديمي فلا بد للذي يتكلم في هذه الحقائق أن يكون من أهل العلم ومن أهل الاختصاص وأن يدقق قبل أن يصدر حكما وهنا أود أن أشير إلى دكتور آخر وقف في نفس الخطأ وهذا سنجده في كتاب. البابطين يصف من يضعف حديث الثقلين بعديم المعرفة والصنعة استجلاب ارتقاء الفرق بحب اقرباء الرسول وذوي الشرف للحافظ السخاوي ج1 في مقدمه الكتاب 13 يقول المحقق البابطين في معرض رده على كتاب حديث الثقلين للدكتور علي أحمد الثالوث. في الحاشية يقول المعلق تجدر الإشارة إلى أن المؤلف ضعف فيه حديث الثقلين على كثرة تعدده وطرقه التي تدل عن عدم معرفة الصنعه) المحقق يريد أن يقول لابد من تضعيف الحديث من دلائل علمية ومعرفة وإطلاع. ولهذا يجب أن لا تغرنا الرموز والألقاب فإن الله في سماه يضل من يشاء ويهدي من يشاء وأن مسألة الطعن في الأحاديث الصحيحة خاصة المشهورة والمتواترة كما يقول المحقق أحمد محمد شاكر (وأما الطعن في الأحاديث الصحيحة جملة والشك في صحة نسبتها إلى النبي صلى الله عليه وآله فأنما هو بمثابة أعلان الحرب على المسلمين) ( ). اتفقت كلمة المسلمين وجميع الأعلام على أن رواة حديث كتاب الله وسنتي بين منكر الحديث وضعيف الحديث ومتروك الحديث فما. الذي جعل المسلمين يتركون هذا الحديث القوي المتواتر ويوجهوا هذا الحديث الضعيف بقولهم رواه مالك ومالك لم يروه بصيغة الحزم حيث قال بلغنا أنه قيل كتاب الله وسنتي وقول مالك بلغنا فيها صيغة التمريض فلماذا لا يوجه الحديث الصحيح في كتب الدعاة هذا السؤال يترك للتاريخ وللمنصفين لأهل البيت سلام الله عليهم فهل هؤلاء أهل أمانة ونجد هذه الأيام من يحاول فرض هذا الحديث كتاب الله وسنتي التي اتفقت كلمة علماء المسلمين على أن رواته كذابون وسنقف عليهم واحداً واحداً حيث لا سند له ولا قيمة له. وسبق أن قلنا أن حديث الثقلين والخليفتين كتاب الله وعترتي متواتر من ولا إشكال فيه ونقل عن بضع وعشرين وعن نيف وعشرين صحابي. محاولات لإخراج حديث الثقلين من مضمونه بعد أن أشرق النور فيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله (أني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ) رقم الحديث 6930 من مسند أحمد بن حنبل تحقيق شعيب الأرناؤوط. مع أن حديث الثقلين واضح وضوح الشمس إلا أنه وللأسف الشديد هناك من يحاول التحريف ويحاول قلب الموازين في الفعل أمسك ويأتي بقاموس جديد في الدلالة لهذين الفعلين ويحولهما إلى معنى أخر ليهرب من المأزق الخطير الذي سوف يقع فيه إذا شرحهما بنفس المضمون فيقول أمسك وأخذ بمعنى المحبه حتى لا يقع في دئرة الملام هؤلاء. يخافون الناس ولا يخافون الله فالعلامة الأرناووط في مسند أحمد بن حنبل الجزء السابع عشر في شرحه حديث الثقلين (كتاب اله وعترتي أهل بيتي) يقول (كأنه جعلهم قائمين مقامه صلى الله عليه وآله فكما كان في حياته القرآن والنبي فكذلك في مماته القرآن وأهل بيته). إلى هنا قول سليم ولكن أنا أريد أن أناقش الاستدرك لشعيب الأرناووط حيث يقول (لكن قيامهم مقامه في وجوب المحبة والمراعاة والإحسان لا العمل بأقوالهم) إنه فكر وقدر فقتل كيف قدر ثم قتل كيف قدر ثم نظر ثم عبسى وبسر ثم أدبر واستكبر فقال أن هذا إلا سحر يؤثر. لاحظ كيف يحرفون الكلام عن مواضعه فالحديث واضح ووصيه الرسول واضحة ووقعاً هذا تجني لأن الرسول في هذا الحديث يقول ما أن أخذتم ما أن تمسكتم بصريح العبارة فكيف يقول لا بالعمل بأقوالهم هذا من جهة من جهة أخرى أن الفعلين أخذ أمسك تمسكتم وأخذتم فيها مشاركة وواقعة على القرآن والعتره ولو افترضنا هذا القول الذي يقوله شعيب الأرناووط لصار قوله واجب للعترة والقرآن فكيف نسلم أن لا نعمل بما جاء به القرآن. ثم يقول الأرناووط (ثم المرجع في العمل الكتاب والسنة لا بأقوالهم). أنا لا أدري كيف يتركب هذا الفهم فلا بد أن يتعلموا هؤلاء قواعد اللغة العربية حتى يعرفوا معنى هذا الحديث وهل يريد شعيب الأرناووط أن يقول أن أقول العترة لبيت من السنة. هذه هي مدارس النهج الأموي التي ساروا عليها من التبديل إلى التأويل وكان التكذيب لهذا الحديث سنة جارية في هذه الأمة كان أساسه المنشأ الفقهي الأموي والعلامة شعيب الأرناوط يتناقض في طرحه لحديث الثقلين غير مستقر على رأي ففي مسند أحمد بن حنبل الجزء السابع يقول كأنه جعلهم قائمين مقامه صلى الله عليه وآله فكما كان في حياته القرآن والنبي ففي مماته القرآن والعترة ثم يقول لا العمل بأقوالهم وكأن الفقه الإمامه حرام على آل محمد غير مقبول من جعفر بن محمد الصادق. حديث الثقلين في ميزان علم الحديث في الواقع بعد أن أوردنا هذه المسائل فلا بد أن نشير إلى بعض الأمور التخصصية. هناك بحث بين علم الرجال فيما يتعلق بسند الروايات يقولون أن الرواية تنقسم إلى قسمين روايات أحاد صدرت من شخص راو أو راويين وروايات متواترة صدرت من عدة رواة وإذا أردنا أن نتكلم بلغة الإصطلاح فلننظر إلى كتاب مصطلح الحديث لفضيلة العلامة محمد بن صالح العثيمين في رسالة مصطلح الحديث يقول أن الخبر ينقسم إلى متواتر آحاد الخبر لأحاد هو ما ليس بمتواتر يعني أنه نقله شخص أو شخصان أو ثلاثة وقد ذكر أن التواتر لا يحصل إلا بأربعة وهذا بحثه سيأتي ثم يقول أما الرواية المتواترة فهي التي نقلها جمع كثير من الصحابه ثم يقول العلامة العثيمين (إذا كانت الرواية صحيحة ولكن نقلت من شخص أو شخصين فهلا تفيد الظن ولا تفيد العلم). وقد أتضح لنا أن حديث الثقلين بصيغة الثلاث صحيح السند والتواتر. 1- الصيغة الأولى التي من دون ذكر الثقلين والخليفتين صحيحة السند ومتواترة. 2- الصيغة الثانية التي فيها ذكر الثقلين صحيحة السند ومتواترة 3- الصغية الثالثة التي فيها ذكر الخليقتين صحيحه السند ومتواتره. وهنا يأتي سؤال مهم هل أن الحديث الصحيح السند إذا لم يكن متواتراً يفيد العلم الظني أو القطعي في هذه المسألة أقرأ جملة من أقوال العلماء في هذا الحقل ولو أن القارئ أمكنه أن يأخذ هذا الكتاب فهو مفيد لأهل الاختصاص وهذا هو المصدر الباعث الحثيث في اقتناء علوم الحديث للحافظ إبن كثير 774 شرح العلامة أحمد محمد شاكر تعليق المحدث الألباني حققه وتم حواشيه على بن حسن على عبد الحميد الحلبي الأثري في م1. مكتبه المعارف للنشر والتوزيع لصاحبها الراشد الرياض السعودية الطبعة الأولى 1417هـ في ص126. بودي أن القارئ يلتفت جيداً لهذه العبارة لأنها من الأصول المهمة. يقول اختلفوا في الحديث الصحيح القطعي يوجب اليقين أم يوجب الظن وقد ثبت أن حديث الثقلين صحيح بصيغة الثلاث في أبحاث سابقة وهذا ما سنشير إليه الآن ويقول: أما الحديث المتواتر لفظا ومعنى فإنه قطعي الثبوت لا خلاف في هذا بين أهل العلم وأما الحديث الصحيح غير المتواتر فذهب بعضهم أنه لا يفيد اليقين والقطع بل هو ظني الثبوت وهو الذي رجحه النووي في التقريب وذهب الكثير إلى أن الخبر الصحيح يفيد اليقين ومن هؤلاء القائلين أنه يفيد القطع فهو مذهب داوؤد الظاهري والحسين بن علي الكرابيسي والحارث بن أسد المحاسبي وحكاه خويد منداد عن مالك وهو الذي أختاره وذهب إليه ابن حزم وقال في أصول الأحكام وأن خبر الواحد العدل عن مثله إلى رسول الله صلى الله عليه وآله يوجب العلم والعمل معاً. وأما ما ذهب إليه ورجحه ابن الصلاح في كتاب علوم الحديث أن بقوله أن الأخبار الأحاد التي وردت في صحيح مسلم هي التي وحدها تفيد العلم اليقين فقط حيث خالفه بهذا كثير من أهل العلم: يقول العلامة أحمد محمد شاكر في شرحه للباعث الحثيث في اقتناء علوم الحديث للحافظ إبن كثير والحق ترجحه الأدلة الصحيحة مثل ما ذهب إليه ابن حزم أن الخبر الصحيح يفيد العلم القطعي والعمل به سواء كان في الصحيحين أم في غيرهما وهذا معناه ان نجزم وأن نقطع بما يدعوا إليه الحديث من أمر ونهي ثم العمل به ونحن وجدنا أن حديث الثقلين وحديث الخليفتين ورد في صحيح مسلم أولا أما في غير صحيح مسلم فعشرات الطرق وكلها صحيحة سواءاً على مستوى الصيغة الأولى أو الصيغة الثانية أو الصيغة الثالثة. وهذا العلم اليقيني علم نظري برهاني لا يحصل إلا للعالم المتبحر في الحديث وفي أحوال الرواة والعلل. وما دام أننا انتهينا إلى أن حديث الثقلين والخليفتين وما بينهما صحيح السند فلا بد أن نجزم بما يفيد العلم القطعي في نفوسنا أن هذه الصيغ الثلاث ثابتة نصاً عن رسول الله صلى الله عليه وآله وكذلك مثلما أن الحديث الصحيح السند يفيد بين جمهور المسلمين العلم القطعي والعمل به . حديث الثقلين في ميزان التواتر بودي أن القارئ الكريم يلتفت جيداً ويتأمل عندما نقول أن هذا الحديث متواتر. تجدر الإشارة هنا أننا سوف نشير إجمالا إلى أمور ثلاثة تخصصية في ميزان التواتر. الأمر الأول ما هو تعريف الحديث المتواتر وما هو مرادنا عندما نقول أن هذه الحديث متواتر أو هذا الحديث أحاد. وهذا البحث سوف يعطينا المعنى الحقيقي لحديث الثقلين في ميزان التواتر. الأمر الثاني إذا ثبت أن حديث من الأحاديث كان متواتراً فماذا يفيد هذا التواتر !؟ هذا الذي يجب أن يجيبه هذا البحث . ما هو التواتر ماذا يفيد التواتر ففي علم مصطلح الحديث للعلامة محمد صالح العثيمين ص10-11 حيث يقول (المتواتر ما رواه جماعة مستحيل في العادة أن يتواطئوا على الكذب وأسندوه إلى شيء محسوس ثم يقول (وينقسم المتواتر إلى قسمين متواتر لفظاً ومعنى ومتواتر معنى وهو ما وقف الرواة على لفظه ومعناه ولأن في حديث الثقلين والخليفتين جملة من المقاطع متفق عليها في الصيغ الثلاث . مثل تارك فيكم – ما أن تمسكتم – ما أن أخذتم به – لن تظلوا بعدي أبدا – كتاب الله وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا على الحوض – لم يفترقا حتى يرد ا على الحوض وجملة لن يفترقا موجودة في كل النصوص أما في ما يتعلق بالخليفتين والثقلين فكان الرسول تارة يقول الخليفتين وتارة الثقلين لتوضيح معنى العترة وبيان أهميتهما أما مقطع لن يفترقا حتى يردا على الحوض فأن هذا اللفظ متفق عليه في كل الصيغ والروايات التي سردناها حيث كان جامع للتواتر في عدة مناسبات قالها الرسول صلى الله عليه وآله آخرها في يوم وفاته . ماذا يفيد التواتر يقول محمد صالح العثيمين ( والمتواتر بقسميه سواء كان لفظاً ومعنى أو معنى من غير لفظ يفيد العلم وهو القطع بصحة نسبته أنه نقل عن الرسول صلى الله عليه وآله). وثبت عندنا أن حديث الثقلين والخليفتين وصيغتهما الثالثة متواترة صدرت عن عدة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله فلا بد أن نجزم ونقطع أن هذا الحديث صدر من الرسول صلى الله عليه وآله. الخبر المتواتر عن الخبر الأحاد يمتاز الخبر المتواتر عن الخبر الأحاد أن الخبر المتواتر يفيد القطع واليقين أنه صدر من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويجب العمل به أما الخبر الأحاد يفيد الشك ولا يفيد القطع كما يقول محمد صالح العثيمين ويضيف والعمل عليه في الأمور العقائدية فلا بد من الاعتقاد به والتصديق وإذا كان في الأمور العملية فلا بد من التطبيق يقول محمد صالح العثيمين العمل بما دل عليه بتصديقه وتطبيقه. ثم أن جملة تمسكتم – أخذتم تدل في طياتها على الأمر في الزمان المطلق. إبن حجر العسقلاني يبين شروط التواتر المصدر: النكت على نزهة النظر في توضيح نخبه الفكر للحافظ إبن حجر العسقلاني ص56-58 في هذا الكتاب يبين شروط التواتر ثم يقول (والمتواتر هو المفيد للعلم اليقين) والعلم اليقين أعلى مراحل اليقين وهو القطع والبت أن هذا الحديث صادر عن الرسول صلى الله عليه وآله وبعد أن يبين ابن حجر التواتر وشروط التواتر يقول ما هي النتيجة المترتبة على الخبر المتواتر يقول : هو الذي يفيد العلم اليقين وقد أثبت أن الصيغة الأولى لحديث الثقلين أني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي وعترتي صحيحة السند ومتواتره. وقد أثبت أن الصيغة الثانية صحيحة ومتواترة أني تارك فيكم الخلفين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي وقد اثبت أن الصيغة الثالثة أني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي صحيحه السند ومتواترة. السؤال: الذي يجب أن نقف عنده في هذا المجال بماذا يتحقق التواتر. الرأي الأول : يتحقق التواتر كما يقول الإعلام إذا نقله عشرة من الصحابة فعند ذلك نقول إن هذا الحديث متواتر. المصدر: نظم المتناثر من الحديث المتواتر للكتاني ص10 قال قال الحافظ السيوطي في الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة أن كل حديث رواه عشرة من الصحابة فهو متواتر عندنا. إذن السيوطي يجعل التواتر مشروط بعشرة من الصحابة . الرأي الثاني : هناك جملة من الأعلام قالوا أن التواتر يتحقق بخمسه من الصحابه أي إذا نقلت عن خمسة من الصحابة . المصدر: كتاب المهدي وفقه أشراط الساعة للدكتور محمد أحمد اسماعيل في صفحة 133 من الكتاب يقول (أن جماعة من العلماء منهم ابن حزم قرروا أن الحديث إذا اجتمع على روايته خمسة من الصحابة كان متواتراً). وهؤلاء نظرهم في ذلك قوي وسديد لأن الصحابة عندهم الأجلاء إذا عرفوا بالضبط والإيمان كان صري بناء قبول تلك الأحاديث والقطع واليقين أنها صدرت من رسول الله صلى الله عليه وآله . الرأي الثالث: وهناك مجلة من الإعلام قالوا أن التواتر يتحقق بأربعة. المصدر: كتاب المحلي لابن حزم، دار الآفاق الجديدة، طبعة مصححة. ومعتمدة على المحقق أحمد محمد شاكر بعد أن ينقل الرواية في صفحة 7 رقم الرواية 1511 يقول (فهؤلاء أربعة من الصحابة نقلوا هذه الرواية) دلاله على أن الرواية صحيحة) الرأي الرابع: وهو الرأي الذي ذهب إليه إبن تيمية أنه لا يشترط له عدد معين . المصدر: علم الحديث للشيخ ابن تيميه، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، ص58 يقول ( والتواتر لا يشترط له عدد معين فالخبر الذي رواه الواحد من الصحابة والأثنان إذا تلقته الأمة بالقبول والتصديق أفاد العلم عند جماهير العلماء والشيخ إبن تيمية يريد أن يقول في هذه المسألة أن الحديث لو صدر من صحابيين يفيد العلم حتى وأن صدر من صحابي. باعتبار أنه كان لهذا الصحابي مقام عظيم وكان جليلا وكان عظيما يكفي أن تكون الرواية واحدة أو ثنتين إلى هنا اتضح ما هو التواتر وماذا يفيد التواتر وبماذا يتحقق التواتر. السؤال ما هو عدد الصحابة والصحابيات لهم عدد الصحابة الذين نقلوا حديث الثقلين والخليفتين روو حديث الثقلين والخليفتين هل هم أربعة – خمسة – عشرة – عشرين الأن تعالوا معنا لنتنظروا عدد الصحابة الذين نقولا حديث الثقلين (كتاب الله وعترتي) وحديث الخليفين. الجواب طبعاً بضع وعشرون صحابياً قد رووا حديث الثقلين والخليفتين عن رسول الله في مناسبات مختلفة وهذا ما سنشير إليه في المصادر الآتية: المصدر: ما ورد في جواهر العقدين شرف العلم الجلي والنسب النبوي للإمام السمهوري دراسة وتحقيق مصطفى عبد القادر عطا محمد علي بيضون للنشر كتب السنة والجماعة دار الكتب العلمية ص234. أيها المحققون في العالم أيها المنصفون في العالم التفتوا أمامكم هذه النصوص قال ( وفي باب حديث (أني تارك فيكم ما أن تمسكتم به لن تظلوا بعدي ابدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي زياده على عشرين وأن الصحابه) ابن حزم يقول لو صدر من اربعة وقع التواتر الدكتور محمد أحمد اسماعيل في كتابه المهدي وفقه شراط الساعة يقول لو صدر من خمسة وقع التواتر . إبن تيمية في كتابه علم الحديث يقول واحد أو اثنين السيوطي يقول عشرة من الصحابة يحصل التواتر فإذا أخذنا مقياس إبن تيميه عشر مرات وإذا أخذنا مقياس ابن حزم خمس مرات وإذا أخذنا مقياس السيوطي فهو تواتر مضاعف وبعد أن يقول وفي الباب زيادة على عشرين من الصحابة يقول عن جابر وعن حذيفة وعن وعن وعن وعن وعن وعن يعدد الصحابة واحداً واحداً الذين نقلوا حديث الثقلين وحديث الخليفتين . المورد الثاني: الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقه تأليف إبن حجر الهيثمي تحقيق عبد الرحمن إبن عبد الله التركي + محمد الخياط م2 ص440. ويقول أن لحديث التمسك (كتاب الله وعترتي أهل بيتي) طرقا كثيرة وردت عن نيف وعشرين صحابياً وفي بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة وفي أخرى أنه قالها بالمدينة في مرضه وقد أمتلأت الغرفة بالصحابة وفي أخرى أنه قال ذلك بغدير خم وفي أخرى أنه قالها بعد عودته من حجة الوداع) إذن رسول الله كان يريد أن يؤسس منهاجاً من بعده وهذا يفسره لنا تنوع صيغ الحديث لأن هذا الحديث لم يرد في مورد واحد حتى نقول أن الصحابة نقلوه بالمعنى وإنما نقلوا اللفظ كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وآله فكان يقول مرة الخليفين ومرة الثقلين ومرة كان يقول لن يفترقا حتى يردا على الحوض ومرة أخرى كان يقول لم يفترقا حتى يردا على الحوض. يقول ابن حجر الهيثمي يقول (ولا مانع من أنه كان قد كرر عليهم ذلك في تلك المواطن وغيرهما اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة) وكذلك ورد عدة رواة حديث الثقلين في: فيض القدير يؤكد التواتر المصدر: فيض القدير بشرح الجامع الصغير للعلامة المناوي في المجلد الثالث يقول عن رواة حديث الثقلين (وفي الباب على ما يزيد على عشرين من الصحابة) أذن قضية حديث الثقلين وحديث الخليفتين من الأحاديث المسلم بتواترها م الرسول صلى الله عليه وسلم وسوف نقف على أسماء الصحابة اللذين نقلوا حديث الثقلين وحديث الخليفتين وسوف نذكرهم بالاسم في باب آخر. ومن هنا فإننا نود أن نشير إلى أمر مهم أن هذا الحديث حديث الثقلين بهذا الحجم من الأسانيد الصحيحة بل الأدلة المتواترة ولكن مع ذلك للأسف الشديد نجد أن المجتمع السني غير منسجم مع الحديث وأنا أعود وأقول أن السبب هو المنشأ الفقهي اللذي أسس في الدولة الأموية فلو أن بني أمية أقروا بهذا الحديث لانتهت دولتهم. سؤال بحجم التاريخ هذا السؤال على طول التاريخ وبحجم التاريخ وتوضع علامة استفهام في سماء التاريخ ولا بد أن يجيب عليه البخاري. لماذا روايات بهذا المستوى من التواتر والأسانيد والطرق الصحيحة المعتبره والقوية لحديث كتاب الله وعترتي ولكن البخاري لا يذكر نصاً واحداً مرتبطا بحديث الثقلين لماذا يا بخاري عميت عيناك في أهم حديث من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وآله الذي يوجهه للأمة اين الإشكالية ما هي الضروف التي منعته من كتابة هذا الحديث. كيف لم يلتفت البخاري إلى هذا الحجم الكبير من الروايات (حديث الثقلين والخليفتين وكيف أن البخاري يقول أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال تركت فيكم ما أن اعتصمتم به لن تظلوا كتاب الله) مع أن الروايات كلها التي تقارب التسعة وعشرين طريقاً تقول أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال في حجته أني تركت ما أن تمسكتم به لن تظلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي. نحن لا نريد أن ندخل في الجواب عن هذا السؤال هذا السؤال نضعه للقارئ الكريم من أي طبقة كانت عن هذا الحقائق. حيث أنه ثبت بطريق جزمي قطعي أن رسول الله أمرنا في حجة الوداع بقوله (كتاب الله وعترتي) والرسول صلى الله عليه وآله حج حجة وداع واحدة ولم يحج خمس حجات فأين ذهب البخاري بالشطر الآخر من حديث التمسك . أيها المحققون في العالم ها هي الروايات أمامكم التفتوا جيداً أن الرسول صلى الله عليه وآله يقول في يوم حجته أني تارك ما أن تمسكتم به لن تظلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي) الاعتراف بالخطأ فضيلة هذه النصوص أمامكم فأذكروا أنكم ستقفون بين يدي خالقكم ورسول الله سائلكم (ألم تعلموا أني أمرتكم بالتمسك بكتاب الله وعترتي) لماذاتعمى قلوبنا عن هذه الحقائق أليس غريبا أن تكون رواية بهذا الحجم الكبير من الأسانيد وتغيب في أصح كتاب بعد كتاب الله كما يزعم البعض ثم أنه السؤال العجيب الغريب لماذا البخاري لم يرو رواية واحدة عن جعفر الصادق وهو استاذ مالك وأبو حنيفة ما هي المشكلة مع العترة ما هي الحالة النفسية التي ابتلي هؤلاء فهل تأثر البخاري بالمنشأ الفقهي الأموي المعارض لأهل البيت ثم تناقل هذا المنشأ الناس جيل بعد جيل من بعد أن اثبت قبضته تسعين عاما في عهد بني أمية. هذا الحذف والاقتطاع في صحيح البخاري ليس الوجيد أنما أشار إليه نخبة من العلماء من بينهم ابن حجر العسقلاني في فتح الباري ولكن في موضع أخر مثل حديث (يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار) فقال ابن حجر لماذا يحذف البخاري فقرات من حديث رسول الله صلى الله عليه وآله حتى خطباء المساجد مفتهم هذا الحديث غير موجه إعلامياً ما هي المشكلة مع العترة ايعقل أن حديثا مثل هذا له بضع وعشرون طريقا يصبح مجهولا ولماذا هذا الإصرار على هذا الحديث الساقط السند. شريك بن الركين صدوق شيء الحفظ والقاسم بن حسان ليس مجهول الحال أخرج ابن أبي عاصم في السنة والبدوي في المعرفة والتاريخ وابن الأنباري من طريق شريك النخعي عن الركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت رضي الله قال صلى الله عليه وآله أني تركت فيكم الحليقتين كاملتين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض . هذا الرواية. في المصدر:مسند ابن أبي شيبه الإمام الحافظ أبي بكر عبد الله ابن أبي شيبه المتوفي سنة 235 من الهجرة تحقيق عادل بن يوسف العزازي + أحمد بن فريد المجليدي الجزء الأول، دار الوطن للنشر الرياض، الطبعة 1418هـ ، ص108. المحقق يقول إسناده ضعيف وهو حديث صحيح له شواهد كثيره. بودي القارئ الكريم يلتفت أنه ليس طرق هذه الصيغة ضعيفة فهذه الصيغة فيها شخصان هما شريك النخعي وقاسم بن حسان لماذا قالوا أن هذا الحديث صحيح لكن السند ضعيف وهل أنه السند ضعيف . الجواب بسبب أن الألباني قال أن القاسم بن حسان مجهول الحال وشريك بن عبد الله النخعي سيئ الحفظ في كتاب السنة لابن أبي عاصم بتحقيق الألباني صفحة 345 وقال حديث صحيح . هل شريك كذاب الجواب كلا بل هو صدوق ولكن توجد مشكلة فيه وهو إنه كان سيء الحفظ لم يكن قوي الذاكرة. وقد أشار إليه العلامة الحافظ ابن حجر العسقلاني في تقريب التهذيب حققه وعلق عليه ووضحه وأضاف إليه أبو الأشبال صغير أحمد الباكستاني تقديم بكر بن عبد الله أبو زيد دار العاصمة للنشر والتوزيع المملكة العربية السعودية الطبعة الثانية ص436 من الكتاب هذه عبارته بشكل واضح وصريح. يقول شريك بن عبد الله النخعي الكوفي تولى القضاء بواسط ثم الكوفه صدوق ولكنه يخطئ كثيرا تغير حفظه بعد أن ولي القضاء بالكوفة وكان عادلاً فاضلاً عابداً شديداً على أهل البدع وهو من الطبقة الثامنة أي ولد عام 778. إذن شريك ليس وضاع أو غير ثقة ولكنه توجد فيه مشكلة وهي سوء الحفظ وهذا المشكلة تحل بالشواهد والمتابعات حيث يجبر بعضها بعضا. أما المصدر الثاني الذي جاء فيه تعريف شريك استجلاب ارتقاء الغرف بحب أقرباء الرسول وذوي الشرف ج1 ص351 بتحقيق خالد البابطين. (قال شريك بن عبد الله النخعي صدوق سيء الحفظ .. روي له مسلم) القاسم بن حسان ليس مجهول الحال أيها الأستاذ الجليل العلامة الألباني وللأسف الشديد مع علمه الغزير لم يلتفت جيداً في تعليقه عن هذه الرواية أن القاسم بن حسان مجهول الحال ولكنه فعندما راجعنا واقتفينا أثر القاسم بن حسان وجدنا أن كلام العلامة الألباني غير دقيق ففي كتاب الثقات لابن حبان المتوفي سنة 354 وضع حواشيه ابراهيم شمس الدين تركي فرحان منشورات محمد علي بيضون دار الكتب العلمية الطبعة الأولى 1419 في الجزء الثاني ص439. يقول القاسم بن حسان ثقة – يروي عن زيد بن ثابت. وكذلك المحقق محمد عوامه ينفي أن يكون القاسم بن حسان مجهول الحال في المصنف لابن أبي شيبة بتحقيق محمدعوامه المجلد السادس عشر صفحة 426 قال حدثنا. قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أني تركت فيكم الخيفتين من بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض) المحقق محمدعوامه يقول (والقاسم بن حسان ثقة لا أنه مجهول الحال) كأنه يوجه العلامة الألباني ثم يقول فقد ذكره إبن حبان في ثقاته وذكره أيضاً ابن شاهين في ثقاته ونقل عن الإمام أحمد بن صالح المصري أنه قال فيه ثقة. إذن هذا النص لا توجد فيه مشكلة إلا مشكلة شريك وهي مشكلة سوء الحفظ لا أنه كذاب لا أنه وضاع لا أنه مدلس . إذن بحسب هذه المصادر الموجودة بين ايدينا اتضح بما لا مجال للريب أن هذه الصيغة ثابته صدرت من النبي صلى الله عليه وآله صدرت النبي في أكثر من مناسبة وفي أكثر من مكان وفي أكثر من حال فلا تنافي فيما بينهما.
المبحث الدلالي لحديث الثقلين والخليفتين حديث كتاب الله وسنتي وضعف طرقه اتضح الآن أن حديث الثقلين وحديث الخليقتين التي وردت بصيغة كتاب الله وعترتي هي الصيغة الأصلية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله في مواضع مختلفة منها حجة الوداع فلا مجال للشك والطعن ومن طعن في صحتها فهو إما ليس من أهل العلم والاختصاص وإما أنه في نفسه حاجة وهوى ومن الواضح أن الإنسان منا عندما يراجع كثيراً من الفضائيات وعندما يستمع إلى كثير من الخطباء سواء كانوا أئمة جمعة أو عندما يستمع إلى أبحاثهم ومناظراتهم يجدهم يؤكدون أن حديث الثقلين ورد بصيغة كتاب الله وسنتي أو سنة نبيه. ونحن الآن لسنا بصدد البحث في أنه يوجد تنافي بين الدلالتين أو لا يوجد دلالة كتاب الله وسنتي وكتاب الله وعترتي فلو سلمنا الأمر أن حديث كتاب الله وسنتي ثبت سنده فهل يوجد تنافي بين الدلالة أو لا يوجد فلو تأملنا في فقه هذا الحديث نجد أن كلا المضمونين صحيح. والأمر المهم الأن في هذا الباب هل يوجد حديث صحيح السند والإسناد صدر من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بصيغة كتاب الله وسنتي في قبال حديث كتاب الله وعترتي المتواتر المشهور فيكون منافسا له ومعارض له. وإذا لم يكن هناك سند صحيح لهذه الصيغة فهل يحق للدعاة توجيه الحديث الساقط السند وكتمان الحديث الصحيح. الملاحظة الجذيرة بالذكر في هذا المقام أن حديث كتاب الله وسنتي لا يوجد له سنة صحيح فلماذا هذا الإصرار على أنه حديث صحيح وأين العلماء من هذه القضية فهم الذين يتحملون هذا الوزر إلى يوم القيامة ولماذا هذا الإصرار من خطباء المساجد والجمعات على صحة هذا الحديث مع أنه لا سند له هذا وأن دل على شيء فأنما يدل على أمرين. الأمر الأول: أن هؤلاء ليسوا أهل أمانة في الأمور الدينية والعقائدية فوقعاً إذا ثبت أن سند كتاب الله وسنتي ضعيف في هذا البحث 100% وليس بصحيح فحقيق أن الإنسان يشك في الأمانة العلمية لهؤلاء. فكونهم يعلمون لكنهم يغضون الطرف عن حديث كتاب الله وعترتي ويصرون على حديث كتاب الله وسنتي فهذا الأمر الثاني: يكشف لنا أمراً خطيراً وهو أن هؤلاء لا يحترمون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويضعون على لسانه ما لم يقله النبي صلى الله عليه وآله فإذا كان الحديث الصحيح كتاب الله وعترتي وهم يصرون على حديث كتاب الله وسنتي فهل هم بصدد إتباع السنة أم ليسوا بصدد إتباع السنة. وأنا أجد أنه إذا كان حديث ما بصيغ متعددة فأنهم يذكرون الصيغ متعددة ولكن عند حديث الثقلين كتاب الله وعترتي تتجمد الدماء في عروقهم ولو سلمنا الأمر بصحة صيغة كتاب الله وسنتي على الإنسان المنصف الذي يدعي أنه متابع للسنة النبوية ويحترم تبعيته للنبي صلى الله عليه وآله على فعليه أن يشير إلى الصيغتين بل أنه وصل الأمر من التضليل إلى أن يسفه هؤلاء الذين يقولون حديث الثقلين بصيغة كتاب الله وعترتي ثم سبهم والقول أن هذه الصيغة ضعيفه السند ومن هذه القضية أوجه خطابي إلى جميع المسلمين وذوي الاختصاص وأهل الإيمان في العالم وأهل الحديث أن يجعلوا هذا الحديث معياراً لمعرفة الأمانة العلمية بين من يدعون أنهم تبعاً للسنة النبوية وبين علماء مدرسة أهل البيت فلينظروا إلى هذه الحقيقة بين هاتين المدرستين هل الذين يتقيدون بالسنة النبوية أم أولئك الذين يغيرون سنة رسول الله فالحديث الصادر من رسول الله صلى الله عليه وآله صدر بصيغة كتاب الله وعترتي وهؤلاء يصرون على أنه صادر بصيغة كتاب الله وسنتي (قل اتعلمون الله بدينه‘). وأنا أترك من القارئ الكريم في أي مكان ومن أي اتجاه فكري كان فعلماء المسلمين ليسوا سواءً كانت تلك في الأبحاث الفقهية أو الأبحاث العقائدية فهم على اتجاهات متعددة ومباني ومدارس مختلفة. فلينظر القارئ الكريم أنه في هذا النص الوارد عن الرسول صلى الله عليه وآله والذي اتفق الجميع أن هناك نص وارد اسمه حديث الثقلين وحديث الخليفتين فلينظر إلى الأمانة العلمية هل هي متوفرة في إتباع مدرسة النهج الأموي أم إتباع مدرسة أهل البيت. هذا البحث سيوضع لنا مع من الحق والحقيقة. ثم لماذا هذا على أنه على أنه لا يذكر أهل البيت وكأن هناك موقف سابق من العترة وما هي الحالة التي أبتلي بها هؤلاء إزاء هذا التجاهل الصريح فلماذا يتجاهلون هذه الصيغة الإنسان يقول أنهم يجهلون لأنهم لا يعلمون أما يتجاهلون وهم يعلمون فهذه الرزية لأن في هذه الطبقة علماء كبار فأبن هم من هذا التضليل. وأنا أجد أنه بعض المحتاطين عندما يوردون حديث بصيغ حروف الجر فهم يوردونها بالصيغتين يقولون وردة تارة على (من ) ووردت تارة على (عن) لكن عندما يهملون حديث الثقلين ويكتمون هذه الصيغة فيكونون من مصاديق من يلعهم الله ويلعنهم اللاعنون فلا بد للعالم أن يبين وإذا خرج في المسجد يبين وألا يكون مشمولاً للعنة الالوهية. فلا بد للمدققين من أصحاب علم الحديث أن يدعو إلى هذا الحوار العلمي الذي دعونا إليه وسردنا النصوص الحقيقية التي تشهد أن حديث الثقلين مشهور شهرة السماء وأن المشكلة تكمن في كتمان العلم. الإمام مالك والرواية المرسلة حديث كتاب الله وسنتي في أقدم مصدر (رواية مرسلة) هي العجيب العجيب أن تشتهر الرواية المرسلة وتكون في قبال منافس لنيف وعشرين طريقاً من لحديث الثقلين (كتاب الله وعترتي). فالإمام مالك في كتابه الموطأ قال أ،ه بلغنا أن رسول الله قال تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه. فالرواية في كتاب الموطأ للإمام مالك لاسند لها وإذا كانت الرواية في أيام مالك لا سند لها يعني هذا انه اصتنع لها السند ووضعت لها الأسانيد بحجم فكيف في أيام مالك تكون الرواية مرسلة في الموطأ وهو أقدم لأن المصادر التي ذكرت هذا الحديث متأخرة عند الموطأ للإمام مالك وهذا معناه أن سند أحاديث (كتاب الله سنتي) وضعت لها لأسانيد في زمن متأخر. الموطأ: الإمام مالك (679م): م2 حققه وعلق عليه الدكتور بشار عواد معروف ص480 2618 رقم الرواية المجلد الثاني برواية يحيى بن يحيى الأندلسي قال: حدثني بن مالك أنه بلغه أن رسول الله قال تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما كتاب الله وسنة نبيه). أن هذا النص الذي لا سند له هو أقدم مصدر فيه وردت رواية مالك (بقوله بلغنا) ولهذا نجد أن الدكتور بشأر عواد معروف يقول أن هذا الحديث معروف معروف معروف: مشهور لكنه لا سند له: هذه الأمانة العلمية: وهنا فهو يستغني عن الأسناد فالقضية عندما وصلت إلى حديث وسنتي فالقوم لا حاجة لهم بالسند ولكن حديث كتاب الله وعترتي بطرقه التي لا تحصى ولا تعد فلا بد لهذا الحديث من التمحيص والتدقيق . والقضية كانت واضحة في صدر الإسلام حيث كانت الصيغة السائدة كتاب الله وعترتي وأن بني أميه هم من أسس بواعث التكذيب لحديث الثقلين وصار المنشأة الفقهي أراسه التكذيب بالعترة ومخالفتهم وأن مثل هذا التشويش هو من نتاجات السياسة الأموية. ولذا تجدون أن كل كتب التفسير والحديث لم تذكر صيغة كتاب الله وسنتي . إنما الأصل هو كتاب الله وعترتي نعم كلما ابتعدنا عن صدر الإسلام نجد أنه بدأ هذا التلاعب.. الخ ثم أنهم قالوا لا يفتي ومالك في المدينة من حيث أنه صاحب علم فكيف يغيب عن مالك السند ومالك إمام يحتاج إلى سند هذا الحديث في خطب الجمعة وشروحاته . التوجيه إعلاميا للحديث الضعيف كتاب الله وسنتي وهي التي نجد أن الكثير يحاول أن يروج لهذه الصيغة سواء كان من خلال الفضائيات أو من خلال الكلمات أو من خلال الكتابات التي تكتب في هذا المجال. بنحو يحاول فيه أن تجعل صيغة كتاب الله وسنتي هي الصيغة الثابتة الأصلية الصحيحة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أما صيغة كتاب الله وعترتي فكأنها صيغة ضعيفة السند. ( )
| |
|